كاين تشاش ؟؟؟؟؟؟

يصرخ :"واش شدات ولا مازال ؟؟؟؟" ... قبل أن يجيبه ابنه براهيم من السفلي :" لا ألواليد ... راه فيها تشاش بزاف . الرباط شادا فراسها شويا .أما دوزيم والو كاين غير تشاش .... عرفتي اش دير دور لانتير لجيهت دا جامع راه تما فاش كايشد مزيان " ... فجأة تصرخ الزوجة فاطنة من المطبخ :" واسربي أكبور راه كوادالوبي قربات تبدا ... ويلي علا شوهتي قدام عيالات الدرب الى ماشفتش الحلقة ديال اليوم "أما ابنته خديجة فقد ارتدت جلابتها وتوجهت الى منزل جارتهم رحمة وهي تردد :" والله لا فلت الحلقة ديال اليوم .وهاد الواليد مافيديهش غايقابل هاد الكابل يصايب فيه حتى توصل الحلقة الاخيرة من المسلسل " في حين ظل المسكين كبور مقنزعا في السطح يجر لانتير هنات وهناك ... عله يجد التردد الصحيح .لربما ندم على شرائه هذه الجعبة الفولاذية وذلك التلفاز البلو نوار اللذان اصبحا مصدر تعاسته ... برامج سخيفة لا معنى لها بالكاد يفهمها ...من أفلام مكسيكية ومصرية وبرامج ثقافية لا يقشع ولا يبرق منها شيئا .السلسلة المغربية الوحيدة التي كانت تعجبه هي " من دار لدار " بالرغم من حموضتها احيانا ... حتى من ذالك البرنامج المسمى ب " جلسة البرلمان " حيث كان يتناقش كبار المحنكين السياسيين في المغرب . هذا المصطلح " محنكون" هو الشيء الوحيد الذي كان يفهمه (على الاقل يعتقد ذلك) فالمحنكون في نظره جمع "محنك" أي عنده الحنوك ... أخبار الظهيرة و النشرة المسائية التي كانت تتحدث فقط لتتحدث. حتى من الوصلات الاشهارية التي تبث اعلانات التيد وجافيل والاكل .كأنما تلك هي هموم المواطن المغربي الوحيدة (الوسخ والماكلا ) ... ظل كبور يجوب السطح والجعبة لا تفارق يده وفي كل مرة كان يصرخ بقرجوتته :" واش شدات ولا مازل ؟؟؟ ... ودابا ؟؟؟... " في حين كان يحط ابنه من معنوياته كلما أكد له على أن الدوزيم مشات ... أما فاطنة فقد خرجت من الكوزينة وشرعت ترفع من معنويات زوجها وتحزره حتى لا يطلع له الدم ويرمي بلانتير وينزل من السطح ... الى أن احترق الغدا .لكنها لم تتسوق للموضوع فهي ستصر على زوجها ان يذهب الى مقهى العربي على الناصية " مقهى الزوافرية لي ماعندهم لي يطيب ليهم فديورهم " ليشتري كاميلة عدس ويديبانيو بيها ريوسهم .المهم ألا تفوت حلقة كوادالوبي....
فجأة يقترب كبور ويصعد على زجاج الضواية في محاولة لالتقاط الارسال (هذا هو الحب والا فلا . كايغامر غير باش تفرج مراتو فالمسلسل ) يصرخ ابنه صافي أواليد راها مزيانا واخا فيها شوية ديال التشاش ولكن ماشي مشكل " ولكم كانت سعادة كبور لا توصف وظل يردد " هيييييييييييييييييييي هييييييييييييييييي أنا معلم " قبل أن ينزلق بصندالة الميكا ويسقط من الضوايا الى الاسفل مباشرة فتتغير العبارة وتصبح"أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأخ ....أأأأأأأأأأأأأأأأأأخ " يصرخ الابن من الغرفة وهو يقول " صافي الواليد راه مشا تشاش مابقيتيش تمسها " يجيبه وهو بالكاد يقوى على ذلك " التشاش أولدي مشا من داك المشقوف وجا ليا " ...
جاء مول جبيرة وجبر ساق ويد كبور الذي منعته الاصابة من الذهاب الى عمله حيث أصبح حاله من حال زوجته وابنته ... مبليا بكوادالوبي وألفريدو .بل ولا يفوت حلقة واحدة...



هذه حجاية ماشي نكته